0


1- الكفر نوعان : كفر أكبر مخرج من الملة، وكفر أصغر غير مخرج من الملة، وإنما 
هو معاص سماها الشارع كفراً مع بقاء الحكم بالإيمان لفاعلها، كما في حديث: سباب 
المسلم فسوق وقتاله كفر. وحديث: من حلف بغير الله فقد كفر. وحديث: لا ترجعوا 
بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض , وغيرها.

وأما تارك الصلاة كسلاً: فقد اختلف العلماء في حكمه: فذهب جمهور العلماء إلى أنه 
يكفر كفراً أصغر وذهب بعضهم: إلى كفره كفراً أكبر.

2- الفسق منه ما هو أكبر ومنه ما هو أصغر، فالأكبر كما في قوله تعالى: وَمَن كَفَرَبَعْدَ 
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {النور:55}. وقوله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{التوبة:67}
وقوله عن إبليس: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ {الكهف:50}.

وأما الأصغر: ففي قوله تعالى: وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ 
{البقرة:282}. وكما في حديث: سباب المسلم فسوق.

3 - النفاق: منه ما هو أكبر، كما في قوله تعالى: إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ 
لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ {المنافقون:1}.

ومنه ما هو أصغر: كما في قوله صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقاً 
خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن 
خان، وإذا حدث كذب، وإذاعاهد غدر، وإذا خاصم فجر. متفق عليه.


4 - العاصي: فيطلق على الخارج عن طاعة الشرع المخالف لأمره، ويتفاوت حاله 
بحسب كبر المعصية وصغرها، وقد يصل إلى درجة الفسق وقد لا يصل، إلا أنه لا 
يخرج من الملة ـ ولو كانت معصيته كبيرة ـ ما دام غير مستحل لها.

والمعصية قد تكون نوعاً من النفاق ـ كما في الحديث السابق ـ وقد تكون فسقاً أو كفراً ـ كما في الحديث الذي قبله. 

 وفي الجملة: فإن هذه المصطلحات قد تتداخل، والحديث فيها يحتاج إلى علم وبرهان 
من كتاب أو سنة، وقد زل بسبب الجهل بها أقوام ـ كما هو معروف في كلام الفرق 
المخالفة لأهل السنة: كالخوارج والمرجئة والمعتزلة  .
والله أعلم.


المصدر: مركز الفتوى
http://fatwa.islamweb.net

إرسال تعليق

الموقع غير مسؤل عن اى تعليقات ولتتذكر قول الله تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

 
Top