الإسلام
الإسلام يعني الاستسلام لله- تعالى- والخضوع له والانقياد لأوامره، وإخلاص العبادة لله وحده، واتباع شريعته .
وقد أرسل الله "محمدًا" - صلى الله عليه وسلم - بدين الإسلام ، وكانت رسالته خاتمة لجميع الرسالات، وهى رسالة موجهة لكل البشر، فى كل زمان ومكان، وقد تكفل الله بحفظها وحمايتها من التحريف والتبديل والتشويه، وعماد هذه الرسالة الخاتمة القرآن الكريم والسنة النبوية، قال تعالى : "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه"ِ (الصف : 9) وقال أيضًا : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (سبأ 28)
وقد اشتمل الإسلام على ما يصلح حياة الناس وما يضمن عيشهم في حب وسلام ومودة ورحمة وعدل وإنصاف وتعاون وتكافل، وكان هذا هدفًا من أهداف الإسلام العظيمة وقد عبر عن هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
• الحاجة إلى الإسلام :
كان العالم في الوقت الذي ظهر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أحوج ما يكون إلى الإسلام، فالعالم آنذاك تتقاسمه قوتان رئيستان هما "فارس" و"الروم"، وبينهما حروب طاحنة عانت الشعوب الخاضعة لهما من ويلاتها، كما عانت أشد المعاناة من الظلم والاستبداد .
وفى الوقت نفسه كان يسود العالم مفاهيم ومعتقدات دينية خاطئة، انحرفت عن وحي السماء، وعمت الأديان الخرافة والأباطيل .
ولم تكن الحياة الاجتماعية في هذه الفترة بأفضل حال من غيرها ، فقد ساد الاستبداد والظلم والقهر والطغيان وسفك الدماء وإهدار كرامة الإنسان ، وانحراف الأخلاق . وفى وسط هذا الجو المظلم جاءت رسالة الإسلام لتصحح مسيرة البشرية، وتردها إلى الصلاح، وتربطها بوحي السماء المعصوم، وتجعلها تستهدى بنور الله تعالى، وتأخذ بيدها إلى الخير والسعادة . • الإسلام دين الحرية :
وكان أول شيء قام به الإسلام هو تحرير الإنسان من العبودية لغير الله تعالى وتخليصه من الظلم الواقع عليه، فهو ينادى بأن الناس جميعًا أمة واحدة من أب واحد وأم واحدة، فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ولا فضل لأبيض على أسود إلا بمقدار التزامه بشرع الله .
ولذلك دخل في الإسلام الضعفاء والمساكين والعبيد ووجدوا فيه خلاصهم، فرفعهم الإسلام، وساوى بينهم وبين غيرهم من السادة والرؤساء، وفتح لهم مجال النبوغ والتفوق كل حسب قدراته، فكان منهم بلال الحبشي مؤذن الرسول، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي .
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق
الموقع غير مسؤل عن اى تعليقات ولتتذكر قول الله تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))